الطير الذي فقد خطواته

حكى انه في قديم الزمان وفي سالف العصر والآوان كان هناك طير اسود يسمى الغراب
كان يصحو صباحاً على هديل الحمام ذا الريش الأبيض
يطيل الغراب النظر إلى ذلك الطير الجميل يتمنى لو أنه كان بجمال لونه وشكله
يحزن لحاله فهو أسود , قبيح ,له صوت بشع - كما يقال عنه- لذا يقرر السيد الغراب ان يغير من حاله
لن يقبل بكونه, سيتعلم كيف يصبح كذاك الطير الجميل
يصحو كل يوم صباحاً ليراقب خطوات الطير الابيض بكل اهتمام ويتدرب عليها ضارباً بنصائح زملائه
الحائط
حتى مرت عليه فترة من الزمن فيقوم بدعوة اصدقائه الطيور لرؤية التغييرات التي حقق
يقف أمام أصدقائه بكل ثقة فهو متأكد أنه تمرن على تلك الخطوات جيداً, يعلم أنه بلا شك سيتقنها
بكل تأكيد
لن يذهب جهده هباء سيثبت للاخرين انه فعل ما حذروه منه
واحد
.
.
اثنان
.
.
ثلاثة
ما هذا !! تلك الخطوات ليست خطوات طير الحمام ؟
يا إلهي انها حتى لا تشبهها !!
يشعر الغراب بالاحراج يريد الابتعاد عن الساحة والخروج من مأزقه
يقرر أن يسير بهدوء كما كان في ماضيه. لكنه لا يستطيع
فقد نسي كيف كان يمشي , كيف كانت خطواته ,
ثم يبدأ بالقفز ليجر نفسه بعيدا عن الأنظار
و حتى يومنا هذا اذا مالاحظت طريقة مشي الغراب ستجدها مضحكة فهي ما بين القفز والمشي
... و هكذا فقد الطير خطواته